الخميس، 23 يناير 2014

خلفَ أسوارْ القُلوب .. حكاياتْ مُؤلمه ونيرانُ تشتعل .

هُناك أشخاصْ بارعين في كتم أمورً مهمه في حياتهم , عندما تراهم تشعرْ أن جميع الأُمور جيده , لكن في الحقيقه أن مملكة مشاعرهمْ تتعرض للإهتزاز يومياً , ورغم أن هذا الأمر يخفى على الناس , إلا أنهم مُصابين بالضجر والإضطراب , ولا أنكر أن ثمة من يكون مُمثلا بارعاً إذا ما قررٍ الإلتقاء بالآخرين , لكنَه عندما يخلد إلى فراشه ليلاً تبدأ حكاية المملكه المُهترئه في إستئناف فُصولها القاسيه . 


وبالحديثْ الجانبي معهم , والذي قد يُشكل لدى البعض أول حديث عاطفي يُجريه , تبدأ في التعرف على بعضاً من مأساته , ورغم أنهم لا يُفصحون عن شيئ أو يُحاولون ألا يُفصحون , لكنكَ ما أن تضع سيفكْ الأول في أراضيهم , حتى يُعلنون لكَ إستسلامهم وكأنك ترى شخصاً مُختلفا آخر أمامك , ليسَ هُو بالممثل الذي ألتقيت به قبل أيام , ولكنَه شخص من شدة الألم الذي سكَن صدره لم يتحمل وقرر الخُضوع لأسئلة الغير فجأه .


" خلفَ أسوار القُلوب .. حٍكايات مُؤلمه .. ونيرانْ تشتعل " 


الجمعة، 10 يناير 2014

المُتعلم و المُعلم ! !




كان ينظر الي نظرة غريبة , تُشابه كثيرا نظرة حارس السجن في فلمْ Escape from Alcatraz
الى رأس فرانك موريس ظنا منه أن موريس هرب وترك رأسه الدُميه , تلك اللقطة التي أصنفها على أنها من افضل لقطات هوليوود في تاريخها , رغم انها صدرت من شخص سيموت فيما بعد ولن يذكر اسمه حتى شفقة عليه , كانت نظرته مميته , كأنه كان ينتظر وحيا ينزل عليه

أخترت المواصلة لم أكابر , احسست ان ثمة يقينا ينتظرني , وكلمات ستزيدني كثيرا , كان قبل 3 سنين مضت شخص أكرهه كثيرا , أجده كل صباح يُزعج طبلتي بصوته النشاز , مُطالبا اياي ورفاقي بالكتابه ثم الكتابه , ولأننا كُنا مراهقين مُتصفين بحب العداوة والخروج عن المألوف كُنا نغتابه كثيرا , كان اسمه ضيف ألستنا غُداة وعشيا , كان يبث الرعب فينا يوميا , بدخوله خارج عن العاده , وردة فعله الساخطه على كُل همسه تخرج من أفواه القاعدين !

في احد الاختبارات كان الأستاذ اللطيف غائبا عنا وهذ من فضل ربي , ولأننا كُنا دائما نردد مقولة في الامتحان يكرم المرء او يهان , اخترنا ان نُكرم ولو لمرة بدلا من الاهانات المستمره , بغض النظر عن الكيفيه التي تُدار بها الأمور فـ الأمر سيان , دخل علينا ذلك اليوم دخولا مفاجئا لم ينظر الى أحد سوى الى عيني طالب كان يُمارس الحرام , نظر اليه من بعيد ثواني قليله ثم هجم عليه , فوالله أني قضيت كُل تلك السنين ولم اجد لتلك الهجمه شبيه , توقعت حينئذ أن يقوم بفتح فمه ويمد يده ويخرج حباله الصوتيه لكي لا يجرؤ على الحرام مرة أخرى

ذات يوم كنتُ كعادتي شبه نائم في احدى الحصص , فطلب مني فجأة وانا الجالس في الكرسي الأخير ان اقوم بقراءة احدى الجمل التافهه حسبما كنت اظن في الكتاب , لم استوعب ما يقول حتى قال كلامه مرة أخرى فأذ بي اقوم بـ الفرفرة بحثا عن الصفحه المنشوده , والحمدلله اني وجدتها والا لكـنتُ وقتها أقضي الليل كله بلا نوم , قرأت تلك الجمله الملعونه بكل هدوء وبصوت لا يسمعه حتى أقرب الرفاق مني , وكان يردد دائما : عليً صوتك ياابني . .دنا ما بسمعش حاقة , توقفت 5 ثواني عن القراءة حتى استوعب مايقول , تلك كانت آثار الرعب الذي نشره حتى أُصيب الجميع في مقتل وقلة استيعاب تُصاحبها احيانا نوبات قلبيه , و اذا استدعى الأمر . . نلطم

اجتمعت حولي كل الأشياء , مفارقة من سنين , بدأت طاقاتي بالنمو بعد الخروج من ذلك المعتقل , واذ بي اعود له صدفه وأواجهه , كان أمامي مباشرة , لم أقوى على الحراك , فقط كنت انظر أليه كأنه تمثال , وهو ينظر ألي متعجبا مستغربا يحاول أن يتذكر من أكون , ولو أنني لم أتلفظ بكلمه كان ليصفعني , ولكني قلتُ له : أزيك يا أستاز , فبادرني بالقول : أهلا يا ابني , قلت : عرفتني ؟ ما اتوقع , انت خرفت وشيبت وما تتذكر شيئ أصلا , وانت على ايامنا كنت تنسى كل شيئ تقوله فما بالك بعد ما مرت 3 سنين , اعذرني على هالكلام الي اقوله لكن هذا الصج , قال : مالكْ يلا ؟ في أيه , انتا بتهزر ولا أي , قلت : حاشا لله , كنا نقوم قبل سنين بالعمل الدؤوب وانت كنتً تجازينا بالشر , لم تكن ثرثرة متعاليه أو تكبرا او غطرسة تُنال لها الذنوب , عشنا تحت سقف الطغيانْ والسحق , وانت لم تحرك ساكنا الا بما تُلجم فيه الأفواه , كنتً المُعلم الساخط البذيء العصبي صاحب الهجوم ومُردد شعار التبجح حاملا لواء الاستفزازيه العليا.
وانت مُجرد خرقه لعينه , بقيت على ظلالنا بضع السنين , ولا زلت أتذكر كيف كنتُ متأخرا عن الحصة ذات يوم , ودخلت الفصلْ الذي لم تكن انت مُعلمنا وقتها , ووجدتكْ امامي فأذ بي شهقتٌ وقُلت : شيسوي هذا هني ؟ , وأتذكر كانت بيدي بقايا صمونه جبن بالزعتر وفي داخل جيبي يقطن الفستق السوداني ذو الحبيبات الصغيره اللذيذ جدا صباحا , وكنت انت وقتها تُطالبني بأن أخرس , وكان الرفاق ينظرون الي كأنهم كانوا ينوون التصفيق لي على موقفي البطولي , فأنا يا سيدي ما في قلبي على لساني , ومافي لساني تجده داخل قلبي , و والله أنك لن تدخل قلبي النظيف , وسأردعك بكل الوسائل , , وسأضربك بالمسٌاحه على رأسك , وسأقذفك بالحجاره من بعيد كأنك احد الصهاينه الذين ينظرون في قناة الفقيرة , وسأعلن الانتفاضه الكبرى ضدك , وسأعود الى هُنا بعد 3 سنين بالتمام والكمالْ وأجلس فوق سطح احد البيوت المُطله على باب المدرسه الجميل وسانتظرك تًخرجْ لأقذفك انت وسيارتكْ القرمبع بالبازوكه!!!

الخميس، 9 يناير 2014

الرقيقةُ و الرسامْ !

تلكَ الطيبًه , ذهبتْ لكي تُرقع باقي " امنياتها " 

ولاننا مُوقنون بأن ثمة امنيه واحده من كُل 10 اماني " قد " تتحققْ , فلا زال هذا الشًعور يراود فتاتنا المَرحه . 


طلبتْ مني ذات يوم ان أرسم لها أي شيئ , ولأن " أي شيئ " هذا هُو تعبير لا وجود له .. فقط أظهرتُ إستغرابا غير مسبوق ! 

لم افهم ما تعنيه , وربما لم تفهم هيَ ما تعنيه , لكنها كانت رغبه شخصيه لها وهذا يتفق مع مُعظم رغباتنا التي لا نفهمها احيانا ! 

ف أبرزت قلمي وبحثت أذهب عن ورقه , ولأنني عنيف في تعاملي مع الأوراق والكُتب والمجلات وغيرها ..

كانَ لا بد ان أترك أثراً في ذلك الدفتر الذي أقتطعتْ منه ورقه ! 


ف رسمتٌ لها بيتاً جميلاً , وبالمُناسبه هو الشيئ الوحيد الذي أعرف رسمه ! 

قاطعتني هيَ بكل ما اوتيت من رقه : 


قالت : لا ترسمْ لي بيتاَ , فنحنُ نقطن مع مُعظم أمانينا في " الخارج "  !!

قُلت : إقتصر فعلي على رسم البيت , لكنني لن أسكنك إياه , لأني أصلاً لا امتلك بيتا !!

 

قالت : أنت أيضا بحاجه لشخص آخر تذهب إليه ف تُخبره برغبتك التي لا تفهمها ف يفعلها هُو ولم يفهم شيئاً مما فعل ! 

 

ذهبتَ " مُعلمتنا " الكادحه تُباشر تفاصيل يومياتها وكأن شيئاً لم " يُرسم " بعد ..